المُلحق رقم - 14 -
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل نحنُ مُخيرون أم مُسيرون؟
|
بقلم/ رشاد خليفة.
أعطانا الله سبحانهُ وتعالى الحُرية الكاملة والمُطلقة في أن نؤمن به أولا نؤمن به. وهذهالحُرية هي المشيئة الإلهية لكُل البشر كما نراها في العديد من الآيات اقرأ على سبيل المثال: أهلالكهف :29 والفرقان : 57 والمزمل: 19 والمدثر: 37 والإنسان: 29 والنبأ: 39 وعبس: 12 .
بعد أن أرتكب البشر الخطيئة الأولى في حياتهُم، أعطانا الله الفرصة لكي نُعلن عن اعترافنابالخطأ وعن قُبولنا لحُكم الله وسُلطانهُ علينا إقرأ الآية 72 من سورة الأحزاب .
وبدلاً من أن نستغل هذه الفرصة التي أتاحها الله لنا، أبدينا الرغبة في أن نرى ما إذا كان إبليسقادر على أن يحكُم ويُدير الأمور كما يفعل الله سبحانهُ وتعالى .
وقد يعترض كثير من الناس على أن الله خلقهُم ووضعهُم في هذا الإختبار الشاق، ويتضح منموقفهُم هذا أنهُم غير مُلمين بحقيقة أنهم:
1. ارتكبوا ذنبا كبيراً باعتقادهُم أن إبليس يُمكنهُ أن يحكُم هذا الكون كما يحكمهُ الله.
2. أنهُم أُعطوا الفرصة والحُرية لأن يعترفوا بخطاهُم ويصلحوا أمرهُم ويرجعوا إلى الله، ولكنهُماختاروا بمشيئتهُم أن يأخذوا هذا الإختبار ليُقارنوا بين إبليس والله سبحانهُ وتعالى.
ويُعلمنا القُرءان في سورة الحديد أيه 22 أن حياتنا كُلها وكُل ما يتعلق بها، قد دونها اللهسبحانهُ وتعالى على ما يشبه شريط الفيديو.
فالله سبحانهُ وتعالى يعرف حق المعرفة كُل قرار سيتخذهُ كُل منّا في حياته، وهو يعرفمُقدماً من سيدخل الجنة ومن سينتهي في الحميم.
حتى من قبل أن نُولد في هذا العالم، يعرف الله سبحانهُ وتعالى من هو الصالح الخير ومن هوالشرير الفاسد.
ولو ذكرنا أنُفسنا بأن الله هو العالم العليم بكُل صغيرة وكبيرة في هذا الكون، لتخيلنا أن علىجبهة كُل واحد منّا ختم يراه الله، يقرأ هذا الشخص من أهل الجنة أو من أهل النار.
ولكننا لا نعلم ما يعلمهُ الله عن حياتنا ومُستقبلنا، ولا يُمكن أن نفعل إلا ما نود أن نفعلهُنحن بكامل الحُرية والاختيار. فالله سبحانهُ وتعالى لا يرغُمنا أن نفعل ما نفعل أو نختار مانختار على الرُغم من علمه باختيارنا مُقدما. لذلك فالإنسان عنده الحُرية الكاملة لأن يختار اللهوحده أو يختار إبليس والآلهة المُزيفة التي يدعوا لها. هذا الإختيار يعرفهُ الله مُقدما لأنه القادرالعليم، ولكنهُ برحمته وسعة فضله لا يرغُمنا على شيء.
هذا الفهم واضح من معنى الآيات المُتعددة التي تُذكرنا بأن الله (يهدى من يشاء ويضل منيشاء).
وبناءا على علم الله لما اخترناه لمُستقبلنا، يُهيئ الله لنا في حياتنا ما يُناسب هذا الاختيار،ولكن عملية الاختيار الأولى نفسها متروكة لنا بدون أي تدخل.
فعندما قال الله سبحانهُ وتعالى للملائكة (إني أعلم ما لا تعلمون) (البقرة: 30) فإنه كانيُشير إلى أنهُ يعلم أن بعضا منا يستحق أن يُعطى الفرصة ليتوب ويصلح أمره ويرجع إلىالله.
من الأمثلة الواضحة لما يُهيئه الله من هداية للذين اختاروا طريق الصواب، ما ذكره الله فيسورة الأنبياء أيه 51 (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)، فالله يعلم أن إبراهيمسيختار طريق الصواب وأنه سيختار أن يعبد الله وحده، فسهل الله أمره وسهل له الهديةوالتوفيق والفهم الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق