ملحق: 3
بسم الله الرحمن الرحيم.
ولقد يسرنا القرءان للذكر (القمر: 17)
|
للدكتور/ رشاد خليفة.
يخبرنا القران فى الآية 17 من سورة القمر ان معجزة القران الكريم تنطوي على:
1) تصميم حسابي خارق فى تركيبه المادي.
2) مع احتوائه لعمل أدبي متميز وغير عادي.
قد نكون قادرين على تلبية متطلبات التوزيع الحسابي لنموذج رياضي بسيط ، لكنه يكون دائما على حساب الجودة الأدبية ، فالتحكم فى الأسلوب الأدبي والتوزيع الحسابي المعقد لكل حرف فى القران فى وقت واحد يجعل القران سهل الحفظ والفهم والاستمتاع ، على عكس الكتاب الذي من صنع الإنسان ، فقراءة القران أمر ممتع حتى وان قراناه مرارا وتكرارا إلى ما لا نهاية.
يتكرر عنوان هذا الملحق فى القران فى سورة القمر الآيات (17، 22، 32، 40) كما يتضح ان النص العربي فى القران مشكل بطريقة تساعد القارئ أو الحافظ على تذكير التعبير الصحيح المقبل أو الآية المقبلة ، فالله الذي خلقنا يعلم جيدا الطريقة الأكثر فعالية لترسيخ المواد الأدبية فى ذاكرتنا.
لعب تحفيظ القران الكريم دورا حيويا فى الحفاظ على النص الأصلي جيل بعد جيل فى الوقت الذي كانت فيه الكتب نادرة.
حتى وان لم يتحقق ذلك فان حافظ القران يتلقى مساعدة إلهيه عبر نظام أدبي معقد فى اللحظة التي ينطق فيها بكلمات القران ، كل اية فى القران تقريبا تحتوى على ما اسميه (نغمات الحفظ) ، وظيفتها هي تذكير القارئ لما هو آت ، هذا النظام واسع جدا ، وسأعطي مثالين فقط للتوضيح:
1) فى سورة البقرة الآيات 127، 128، 129، نجدها تنتهي باسمين مختلفين لله، هذه المثاني من الأسماء نجدها على التوالي: (السميع العليم) و (التواب الرحيم) و (العزيز الحكيم) ، لو كان كتاب عادي سيكون من السهل مزج هذه الأسماء الستة ، لكن ليس فى القران ، فكل زوج من هذه الأسماء يكون مسبوقا فى الآية نفسها بنغمة حفظ تذكرنا بالزوج الصحيح للأسماء. الآية 127 تتحدث عن رفع إبراهيم وإسماعيل لقواعد الكعبة ، الآية تنتهي بالاسمين (السميع العليم) ، الأصوات البارزة هنا هي (س) (م) و (ع) هذه الأحرف الثلاثة هي الأحرف البارزة فى كلمة (إسماعيل) ، نلاحظ تأخر واضح لهذه الكلمة فى الجملة مع تحسين الجودة الأدبية ، وهكذا نجد ان الآية تشبه الأتي: (عندما رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت) لكن تأخير أصوات محتوى كلمة (إسماعيل) إلى أواخر الآية يذكرنا ان اسمي الله الصحيحين هما (السميع العليم).
الكلمة البارزة فى الآية 128 هي (تُب) التي تقع قبل الكلمتين (التواب الرحيم) وكلمة (تب) هنا هي بمثابة نغمة حفظ اسمي الله اللذان يقعان فى اخر الآية 129 (العزيز الحكيم) ، هنا الأصوات البارزة هي (ز) و (ك) من الواضح هنا ان نغمة الحفظ هي كلمة (يزكيهم).
2) مثال اخر جيد نجده فى سورة ال عمران الآيات (176، 177، 178) ، حيث يوصف عقاب الكافرين بالكلمات (عظيم، اليم، مهين). فى كتاب من صنع الإنسان يمكن للحافظ ان يمزج بسهولة هذه الأوصاف الثلاثة ، لكننا نجد ان كل من هذه الصفات تسبقها نغمة حفظ قوية تمنع مثل هذا الخلط ، كلمة (عظيم) فى الآية 176 تسبقها كلمة (حظا) والتي بنبرة الحرف (ظ) هذا يذكرنا بالصفة المحددة فى اخر الآية. كلمة (اليم) فى الآية 177 تسبقها كلمة (الإيمان) كنغمة حفظ. كلمة (مهين) فى للآية 178 تسبقها مجموعة من الأحرف ، الحرف (م) والحرف (هـ) فى كل الآية.
وهناك أمثلة أخرى لنغمات حفظ فى نهاية الآية 173 من سورة ال عمران وبداية الآية 174 ، وفى نهاية الآية 52 من سورة النساء وبداية الآية 53 ، ونهاية الآية 61 وبداية الآية 62 ، فى نهاية الآية 53 من سورة الكهف وبداية الآية 54 ، وغيرها الكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق