سن الاربعين هى سن المسئوليه
لقد أعطى الله البشر أربعين سنة من العُمر ليدرسوا ويتدبروا ويفحصوا كُل الأسباب حولهُم ، من قبل أن يتخذوا هذا القرارالشديد الأهمية ليقبلوا الله وحده وسُلطتهُ المُطلقة أو يقبلوا أن يتخذوا إبليس شريكا مع الله.
لذلك إن مات إنسان قبل سن الأربعين فقد أختارهُ الله واجتباهُ وغفر لهُ لأسباب لا يعلمُها إلا الله وحده ، وكُل إنسان ماتقبل سن الأربعين سوف يدخل الجنة كما شرحنا في مقالة آخري وكما تعلمنا الآية 15 من سورة الإحقاف.
ويدلُنا هذا النظام الإلهي على قمة الرحمة من أرحم الراحمين ، بدليل أن كثيراً من المؤمنين بهذا القُرءان يجدون صعوبةبالغة في فهم الرحمة الربانية وهذا القانون الإلهي.
ولقد بشرتنا كُل رُسُل الله بهذه الرحمة ، بشرتنا بهذه الفرصة لنتوب ونرجع إلى الله ، وقد أيدهُم الله بمُعجزاتوعلامات لا حصر لها.
فموسى على سبيل المثال: عندما ذهب إلى فرعون أيدهُ الله بمُعجزة العصا التي تحولت إلى حية تسعى. وعيسى خلقالطير من الطين بإذن الله. ولكن محمد النبي الذي نزل عليه القُرءان الكريم ، لم يُعطى مثل مُعجزات موسى ولا عيسى(يونس: 20) ، وكان القُرءان نفسه هو المُعجزة التي تؤيد رسالة محمد (العنكبوت :50 - 51). إنها الحكمة الإلهية العظمىالتي أدت إلى فصل مُعجزة القُرءان عن محمد بأربعة عشر قرناً. ويُمكنناً أن نفهم الآن مدى عظمة هذه المُعجزة القُرءانية(انظر المُلحق رقم 1).
ولو أن هذه المُعجزة قد جاءت عن طريق محمد لربُما أدت إلى أن يعبد الملايين من البشر محمد وكأنه يُمثل الله فيشخصه.
البرهان على أصالة القُرءان
إن هذا البُرهان لا شك فيه لأنه بُرهان مادي حقيقي ملموس. مع دخول عصر العقول الإلكترونية الكومبيوتر ، اكتشفاتُنا أنمُعجزة القُرءان الحسابية من أعظم المُعجزات (إنها لإحدى الكبر ....) ، كما تعلمنا الآية 35 من سورة المدثر. وبينما أن كُلالمُعجزات التي أُعطيت لكُل الرُسُل السابقين مُعجزات وقتيه مُرتبطة ومُحدودة بوقت حدوثها فقط ، فإن مُعجزة القُرءانالحسابية غير محدودة بأي مكان أو زمان ، إنها مُعجزة خالدة بخُلود القُرءان الكريم.
ومع أن الذين شهدوا مُعجزات موسى وعيسى هُم الذين عاشوا في وقتها فقط ، فإن مُعجزة القُرءان يُمكن مُشاهدتها فيأي وقت أو زمان لأي شخص (وبأي لغة)، وبالإضافة إلى ذلك فإن مُعجزة القُرءان نفسها تؤكد وتُثبت وقوع كُل معُجزاتالرسل السابقة كما ذُكرت في القُرءان (المائدة:48).
وكما أوضحنا في مقالة آخري (انظر المُلحق رقم 1) ، فإن مُعجزة القُرءان الحسابية مبنية على الرقم 19. ولنُشارك القارئ فيرؤية هذه المُعجزة، فإن كلمة (الله) في القُرءان كُلهُ قد أُحصيت وكُتبت في كُل صفحه من صفحات الترجمة بالإنجليزيةللقُرءان لتسهيل العدّ على القارئ. ولقد تكررت كلمة (الله) في آيات القُرءان كُلها 2698 مرة ، وهذا الرقم من مُضاعفات الرقم19 يعني (19 × 142). وبالإضافة إلى ذلك فلو جمعنا أيضاً كُل أرقام الآيات التي تظهر فيها كلمة (الله) نجد أن المجموع118123 وهو أيضاً من مُضاعفات الرقم 19 = (19 × 6217). وهذه الحقائق من السهل التأكد منها لأي قارئ للقُرءان وهىكافية وحدها لإثبات أن هذه المُعجزة القُرءانية تفوق قدرات كُل البشر.
براهين على أصالة القُرءان ليراجعها القارئ بنفسه
وبالإضافة إلى مُعجزة القُرءان الحسابية والتي تفوق قُدرات البشر ، فإننا نجد في القُرءان العديد من الحقائق التي ثبتتصحتها حديثا بواسطة الأبحاث العلمية المتقدمة للغاية. وهذه مُجرد أمثله من هذه الحقائق العلمية المتقدمة في القُرءان:
- الأرض ليست كرويه ولكنها أقرب للشكل البيضاوي (الزمر :5) وسورة (النازعات :30) .
- الأرض غير ثابتة في مكانها كما كان يعتقد من قبل ، بل تدور في فلكها باستمرار (سورة النحل:88).
- الشمس هي مصدر الضوء بينما القمر هو انعكاس لهذا الضوء (يونس :5) ، (الفرقان : 61) ، (نوح:16).
- نسبة الأكسجين في الجو تقل كُلما صعدنا ناحية السماء (الأنعام :125) .
- نظرية الانفجار الكُبرىBIG BANG في تكوين العالم تأكدت بالقُرءان (الأنبياء: 30) .
- نظرية تمدد الكون المُستمر تأكدت بالقُرءان (الذاريات :47).
- العالم بدا في شكل كتله غازيه كما يؤكد القُرءان في سورة (فصلت أيه 11).
- النشوء والارتقاء حقيقة في تطور نفس الصنف من المخلوقات ومحكومة بقوانين إلهيه وليست نتيجةالصدفة. (الأنبياء: 30) ، (النور: 45)، (السجدة :37) ، (الحجر :28 - 29) ، (الأعراف :11) ، (نوح : 13 - 14) ، وكذلك الملحق رقم 31.
- السائل المنوي للرجل هو الذي يُحدد جنس الجنين (النجم 46 - 45).
ويُعتبر على نفس درجة الإعجاز أننا لا نجد أية خُرافات أو خزعبلات في القُرءان ، على الرغم من انتشار الجهل والشعوذةوقت نُزول القُرءان وبعد نُزوله. ولعل من أشهر كُتب تفسير القُرءان هو كتاب أبن كثير والذي يستشهد به كثير من عُلماءالدين التقليديين ، ففي هذا المرجع المشهور والذي كُتب بعد مئات السنين من وفاة النبي محمد ، نقرأ أن الأرض محمولةعلى 40000 ألف قرن من القرون لثور واحد ضخم يقف على ظهر حوت كبير (كما يظهر ذلك في تفسير هذا الكتابللآية الأولى من سورة القلم) ، ومن أعجب العجائب أنهُ حديثا وفى نفس المكان الذي نزل فيه القُرءان ، أعلن رئيس الجامعةالإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز في سنه 1975 ، أن الأرض مستوية وليستكرويه وأنها لا تتحرك من مكانها أنظر الصورة الملحقة.
السعادة التامة الآن وللأبد
من أكثر الأمور مُراوغة للإنسان هو مُحاولتهُ المُستمرة لتحقيق السعادة. والقُرءان يكشف لنا عن سر تحقيق السعادةالتامة في هذه الدنيا وللأبد. ويُعلمنا القُرءان أن السعادة الحقيقية هي السعادة التي تُحققها الروح وليس الجسد ، لذلك فالجسدالذي يملك كُل متاع الدنيا من مال وجمال وقوة وشُهره عادة هو جسد شخص غير سعيد بكُل ما عنده ، فسعادة أي شخصتعتمد كلية على مدى نمو روحه ونضوجها وليس على ما يملك في دنياه فروح الإنسان هي كيانه الحقيقي.
والقُرءان يُعطينا خريطة مُفصله لكُل الطُرق التي تؤدى بنا إلى السعادة الحقيقية في هذه الدنيا وفى العالم الآخر عالمالسعادة الأبدية أنظر ملحق 15.
وفى آيات عديدة من القُرءان يؤكد الله لنا أنه قد ضمن السعادة الأبدية للمؤمنين في هذه الدنيا وفى الآخرة .
ألَا إنَّ أوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ الَّذِينَ ءامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿63﴾
لَهُمْ الْبُشْرَى في الحيوة الدُّنْيَا وَفِي الْاءخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿64﴾
|
المؤمنون في كُل مكان يكونون الدين الوحيد المقبول عند الله سبحانهُ وتعالى
وكما هو مُتوقع من كُل رسالات الله إلى البشر، فإن القُرءان يدعو إلى وحدة كُل المؤمنين وينهى عن التفريق بين رُسُل الله ، فلو أن الغرض هو عبادة رب واحد لأصبح كُل المؤمنين وحدة واحده كالبنيان المرصوص. وعادة فإن الأخطاء البشريةتأتى من الاعتقاد والإيمان بأن بشرا مثلنا سواء كان عيسى أو محمد أو الأولياء والقديسين وهُم بشر لا حول لهم ولاقوة ، لهم قُدرات إلهيه ، ومثل هذا الاعتقاد هو العامل الرئيسي وراء الانقسام والكراهية والحروب التي نشأت بين البشر،خاصة المؤمنين الذين ضلوا السبيل.
فالمؤمن الحقيقي يُكرس دينه وعبادته وثقته في الله وحده ، ويفرح لرؤية أي مؤمن آخر يُكرس عبادته لله وحده ،بصرف النظر عما يُسمى هذا المؤمن دينه.
إنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَرَى وَالصَّبءِينَ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاءخِرِ وَعَمِلَ صَلِحًا فَلَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾
|
إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّبِءونَ وَالنَّصَرَى مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاءخِرِ وَعَمِلَ صَلِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾
|
كما شرحنا في الملحق رقم 2 ، فإن كُل الرسالات السماوية قد أُنزلت وكُل الأنبياء قد أُرسلوا وحان الوقت لتوحيد كُل هذهالديانات في دين واحد ، الدين الذي ارتضاه الله للبشر ، دين الإٌسلام الذي يعنى التسليم الكلى لله وحده .
هذا الإسلام سوف يُظهره الله على كُل الديانات الأخرى كما تُعلمنا الآيات 33 من سورة التوبة والآية 28 من سورة الفتحوالآية 9 من سورة الصف ، وقد حان الوقت لكُل الديانات المُحرفة سواء التحريف الذي دخل على اليهودية أو المسيحية أوالهندوسية أو البوذية أو الإسلام لأن ينتهي ، وليبدو ويظهر الإسلام النقي الصافي والمُهيمن على كُل الأديان ، وهذا ما أكده اللهفي كتابه الكريم (آل عمران: 19 ، التوبة :33 ، فصلت : 53 ، الفتح : 28 ، الصف :9 ، النصر :1).
26 رمضان 1409 ـ ليلة القدر .
ملحوظة: شهر رمضان هو الشهر التاسع من السنة ، ولو جمعنا اليوم 26 والشهر 9 والسنة 1409 فإن المجموع يكون1444 = (19 × 19 × 4).
MASJID TUCSON
United Submitters International
PO Bo× 43476
Tucson AZ 85733-3476
Tel/Fa×: (520) 323 7636
Copyright © 1999-2000 Submission.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق